• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

الهمُّ "الأنثوي" في الأدب الرجالي الحداثي

د. صالحة رحوتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/3/2008 ميلادي - 26/2/1429 هجري

الزيارات: 7243

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يكادُ الناظرُ إلى مضامين الأدب الرجالي الحداثي، والمتمعن في ثنايا أنساقه وأجناسه يجزمُ أن المحورَ الأساسي للإبداعات في إطاره هو الحديث عن المرأة...

ويكاد يجزم أيضًا -لولا تلك المعرفة السابقة له بالواقع العربي- أن الأديب الحداثي هو ذاك الرجل الاستثناء المُمتِّع بامتياز للمرأة بحقوقها، والذاد عنها ضد عوادي التقاليد المجحفة وتداعياتها المركسة لها في وَهْدة (التَّشْيِيء)، وكذا تلك المختزلة لها في الجسد الذي يُسوَّق ويُنادى عليه في أروقة نخاسة الواقع المعاصر.

فباستقراءٍ يسيرٍ للأبعاد والخصائص لمضامين جل ما ينتج في إطار هذا الصنف من الأدب من إبداعات رجالية يظهر هذا المنحى، وتُبرز الأدلة، وتُحَصَّل البراهين.

فما يدورُ جُلُّ ذلك الأدب الرجالي الحداثي إلا في دائرة ضيقة لا تتعدى محاورها:
1- التصوير لحالات إغراق في حب وغرام... وما يصاحب تلك الحالات من سهاد وتحرق أكباد من جراء الجفاء والصد والهِجران!!!!!
إذ الأديب في بعض الأحيان هو الشيخ الذي قد اصطبغ الرأس منه ببياض، ولا يزال منفردًا للحب لا يكتب إلا عنه وله... ومراهقة مستدامة تبدو ناتئة من نتاجاته تلك المتضوعة بآهات العشق وبأحاديث الهيام...

2- التعبير عن المشاعر العاطفية الحالمة المُعلية من قدر المرأة المحبوبة إلى حد العبادة والتقديس، وحتى حد الهلوسة والهذيان...مع الإغراق في النهل من معجم مترع بالوثني وبالأساطيري وحتى بالعجائبي إلى حد النخاع... دخان وأبخرة وتعاويذ وأصنام وآلهة وأبطال ميثولوجيا وحكايات خرافية ومعابد وأصنام...

3- الكتابة عن الحبيبة أو الخليلة وإفرادهما -تقريبًا- بالتطرق للوشائج الرابطة معهما، وكذا إقصاء باقي العلاقات الأخرى مع كل الموجودين في المجتمع، وحتى مع النساء الأخريات، أولئك اللواتي لا يمكن التجاهل إزاء كونهن من أساسيات النسيج الاجتماعي المؤثر في الواقع المحيط.

4- الحديث عن وحَوْل حب جسدي، يمتزج فيه الوصفُ لتضاريس الجسد المعشوق مع إحساسات ومشاعر اللذة الحسية، وترتفع تلك الجرعة من الجنس الرخيص حتى تصل إلى ما يسمى بـ"الأدب الإيروتيكي" وذلك حسب "جرعة الحداثة" الكامنة في فكر الأديب.

5- الرصد لحالات تهتك وفساد أخلاقيات من بعض النساء، وإسقاط صفة البراءة على تصرفاتهن الماجنة، وكذا إلباسهن لبوس الضحايا المتعرضات لقهر المجتمع والعمل على تسويغ سلوكياتهن، ثم القول بتأديتهن -وهن المحترفات أو الهاويات للعهر- لـ"خدمات اجتماعية" لا استغناء للمجتمعات "الحداثية" المعاصرة عنها.

6- الانتقاص من قدر العلاقات الزوجية والاستخفاف بها، ورسمها على أنها السلاسل والأغلال المقيدة إلى شخص الزوجة؛ تلك المتشنجة البشعة البدينة المثيرة للمشاكل المفتعلة للأزمات...و.. و.. و... وكل النعوت الواسمة لها بما يُنفر منها ويدفع إلى ازدرائها... ثم جعلها هي بالخصوص المانعة من التحليق في سماء الهوى... والمُركسة في وهدة الواقع، وأيضًا تلك الصادة عن الانطلاق من عقال المسؤوليات الأسرية الممجوجة الكريهة إلى النفس، و"المُقزِّمة" للقدرات على الإبداع...

وهكذا فإن موضوع العلاقات العاطفية والجسدية مع المرأة لا يكاد يُتجاوز إلا بقدر يسير فيما ينتجُه أولئك الأدباءُ، وذلك مع أنهم لا يقومون في الأغلب الساحق بأي مجهود من أجل تحسين فعلي حقيقي على أرض الواقع للعلاقات مع ذلك المخلوق الذي ما يفتأون يندلقون على أعتابه، وكذا يتهافتون على تقديسه، ويتنافسون من أجل إتقان التغني بجماله وتمني القرب منه ووصاله...

فأكثر الممارسين للعلاقات المفتوحة هم الأدباء الحداثيون لخلفية أيديولوجية معينة تحكمهم!!! مع ما تحمله تلك العلاقات من ظلم للنساء، سواء المعبوث بهن كخليلات، أو المُستَهتر والمُستَخَف بهن كزوجات مخدوعات...

فبالتغلغل -من أجل مزيد اطلاع- في الواقع المحيط بهم نراهم لا يُنيلون حتى تلكم الخليلات أو الحبيبات ما يخاطبونهن به في إبداعاتهم من رفع قيمة ومن لطف ومن تكريم ومن تبجيل وحتى تقديس...

إذ -وهم المنشدون والمجعجعون حول ذلك الحب العذري الفاتك بالقلب والمشظي لأعماق الذات- لا يؤمنون بوجوده في الواقع أصلا، وذلك للمعرفة العميقة لهم بالفضاءات التي ينتشي فيها الوجودُ المختلط للنساء بالرجال، وللإدراك الواسع لهم بالتغيرات التي طالت المجتمع بسبب طغيان المادة وانحسار القيم الروحية المؤثرة في مسار العلاقات بين الناس...

فهم الواقعيون في علاقاتهم معهن، ويعاملونهن بما يليق بهن كرقيق داعرات يقبلن العلاقات المفتوحة تلك الشائنة والمُذلة للمرأة؛ لأن هذا ما هو كامن في عقولهم، وراسخ في أغوار أذهانهم، إذ يبقون السابحين في لجة التقاليد التي تجعل منهم المؤمنين بأن لهم الحق كرجال أن يمارسوا ما يريدون من انفلاتات، وأن يرتكبوا ما يرضونه من انحرافات، ثم يكونون هم الموفوري الكرامة، والمرفوعي الرؤوس... وحتى حراس عفة حريمهم، اللواتي لا يمكن أبدًا أن يبقين الكريمات -حسب اعتقادهم الراسخ- وهن المنحرفات الأخلاق.

ثم تجدهم في حياتهم الخاصة الكارهين -في الأغلب الساحق- للقيام بتلك الواجبات الأسرية المترتبة حين "تورطهم" في تكوين أسر، يعدونها الرماد الكريه الذي يهاجم جذوة الإبداع فتخبو، وتبعًا لذلك فهم المتكالبون على كل ما يمكن أن ينسيهم الإحساس بتلك المسؤوليات من مذهبات للعقول... من خمور ومسكرات وحتى مخدرات... ظنًّا منهم أن ممارسة الغياب المقصود مدعاة إلى ازدياد وهج وألق ذلك الإبداع، ومجلبة للإلهام يوحي بما يُنتج ويُصاغ في قوالب الأجناس الأدبية.

فأين حقوقُ المرأة المتغنى حولها وبها وعليها والحال هذه من جور يطالها، ومن انتقاص لإنسانيتها، ومن تجنيب لكيانها؟

أين حقوقها كزوجة لها الحق في أن تعيش مع زوج حاضر فعلا جسدًا وفكرًا، ويتحمل معها عبء المسؤوليات المشتركة؟؟

وأين حقوقها كابنة -امرأة المستقبل- في أن تحظى بالوسط الأسري الهانئ السعيد يحتضنها وترعرع فيه؟؟؟

ثم أين مكانتها كإنسان... كامرأة يحسن التعامل معها بما يرفع من شأن وعيها وينتشلها من الرذيلة حتى إن انحشرت طواعية في أتونها لجهل معشش فيها؟؟

وأين الأثر الموجه لها من المثقف، وهو ذاك الأديب الذي يمجد امتهان العهر من قبلها، ويدفعها إلى مزيدِ متاجرةٍ بالجسد حتى يتحصل له اليسرُ في اقتناص ما يشاء ويرضى من اللذة والمتعة دون تبعات أو حساب...

ازدواجية وتناقض فظيع، وإبداعات هؤلاء الحداثيين تكاد تتفجر الأنساق منها بالتصريحات مدبجة، وبالتلميحات مضمنة، دفاعًا عن المرأة ضد ازدواجية الرجل العربي الظالم الغاشم، ذلك المتخلف المحكوم بالموروث الضارب في عمق التاريخ...

فوضى فكرية ترابط فيهم...ثم -وهي كل الفوضى الاجتماعية- تكون السائدة في الأغلب حولهم، وهم غير المبالين والسائرين قدمًا "المبحرين" في "عوالم الإبداع"....

وهي "البوهيمية" السبب وحتى الهدف -كما في الغرب القبلة كما يقولون- ويحاول الأديب الحداثي أن تبدو كل أبعاد حياته مصطبغة بها، لا مبالاة وترك للحبل على الغارب... واصطناع قناع يوحي بالثقافة تجوس خلاله...

ثم حتى المظهر الخارجي لا يسلم في الكثير من الأحيان من بصمات ذلك التوجه الطارئ المستورد الطارد لشذرات من الهوية لربما تبقى ثابتة مرابطة فيه... شعر منكوش... وغليون... ومظاهر كثيرة "حداثية" أخرى...

وقد يقال إن العبرة بالجوهر لا بالمظهر، وللأديب أن يختار ما يبدو بين الناس به كيفما يشاء... وهنا يلح سؤال يعرض نفسه بالضبط حول ذاك الجوهر:
لماذا تكريس القسط الأكبر من الإبداع الأدبي الرجالي الحداثي -مرآة الذات وأداة الغوص في أرجائها- من أجل تصوير علاقات وشخصيات وعواطف غير موجودة ولا كائنة في الواقع أو تبدو مستحيلة الكينونة حتى؟؟؟

أهو ذلك العربي الجاهلي القابع في عمق التاريخ:
- التائه بين كثبان الرمل غير المتناهية...
- الغارق في لجة السُّكر المتواتر...

والمنتشي بالقاني الذي انثال من جراح من أغار عليهم بالأمس من رجالات القبائل...
- والمتغني بالحب العذري المستحيل...

قد انتشت منه الروح، وعادت لتسكن أجساد أولئك الحداثيين من المبدعين في وقتنا المعاصر لينفث عن طريق أقلامهم ما توحي به إليه شياطين الشعر وحتى النثر؟

على فرض أنها إيحاءات تلك الشياطين قد أصابتها لوثة الحداثة من هذا الزمن! وتوحي في الأغلب بنصوص تنضح حبًّا حسيًّا لا عذريًّا ويغوص بين ثنيات كل تضاريس الأجساد...

أهو المبدع العربي الذي انتكس في غيابات الماضي السحيق يبحث عن هوية لما ينتجه، فانبرى يغوص عميقًا لم يتوقف إلا في المحطة فقيل له إنه كان له فيها سبق الإبداع، وكان له فيها الباع طويلا في نسج أنساق الكلمات؟؟؟

أفَعَلَ ذلك -وهو "المثقف"- حتى دون عرض سؤال حول حقيقة ما كان عليه العقلُ العربي آنذاك في ذاك الزمن بعيد؟؟؟

كان لا ينتج إلا قولا! وقد اعتمد على غيره في كل شأنه... هجاء ومديح ووصف...

وبالأخص غزل... تشبيب... هيام ووله بحبيبات هن الكمال ينحت منه لهن الصور ويعبدها، ثم هو يسوم المرأة خسفًا، وعليها يمطر سيول القهر وأمطار الطغيان.

تُورَّث كمتاع وتُوأد وتباع وتشترى ويُمتهن منها الجسدُ بالإرغام على العهر...

كلمات كان يصدح بها ويأتيه صداها من عمق الصحراء... وما تُصور إلا وهمًا وخيالات فلا تغني عنه شيئا، بل وتُضيعه وهو الضائع أصلا بين المفاوز لا يملك فيها حتى السير وهو الآمن المطمئن من مكامن وغدر المحتلين الأعداء...

مُترصَّد الخطوات كان من طرف روم وفرس يقضمون الأرض التي يمشي عليها...

يسوسونه كانوا... ويحيطون به من كل جانب لا يعرف إلا متابعة الترحال بحثا عن كلأ لأنعامه وعن إلهام وعن بوادر شعر جديد يتخطفه -وهو المستمرئ المستسلم- من واقعٍ ضيقٍ مر، ويرمي به في عالم خيال مترامي الأطراف شاسع بعيد...

وهو الآن كما كان عليه آنذاك في ذاك الزمن القديم...
- أوطان مستباحة تسحل في ذيل القافلة...
- و"أدب" وَسْنان ذو هلوسة وغموض...
- و"إبداع" ولهان راكع بين يدي حبيبات مؤلهات مقدسات مفترضات... وينضح بالنشاط من الجسد ممارسة مع خليلات فعليات...

والواقع مترد منخور... والهموم متفاقمة في فضاءات الأمة، وتصرخ أنْ (ها أنا ذا) أتأجج، فمن ذا يوصلني إلى عقول قد تصيبها الرجة تستيقظ... وتستفيق...

أدب ما يُعنى إلا بالنسق كما يقول... وحتى التعابير منه أضحت الضحلة الكليلة، ولا جمالية فيها... أدب قيل عنه الحداثي... وما له من دور أداه ويؤديه في تحديث الفكر ورفع وزر أدران الماضي المتردي عن كاهله المكدود...

وليد للحداثة... واقتضى منه عِجْلُها المعبودُ أن يتبرأ من الهُوية حجرِ العثرة حتى يُتقن التعبد في محرابها... إذ الانتماء -كما جاء في المزامير المدونة- يفسد طهر المريد يُراد منه أن يكون "الحر" من كل ربق التابع -فقط- للتعاليم المقدسة من سدنتها المنظرين لها...

ثم هي المفاهيم التي ابتكرت... "الإنسانية" و"الأممية" و"الكونية"... وهلم جرًّا... ولا بد للأديب أن يتأبطها حين الرغبة في الترحال فيها باحثًا عن شرارة تنقدح فيه فتُتوج بوهج الإبداع...

لكن مع هذا الزخم من "القيم" و"المبادئ" التي تبدو السامية لا أثر في الإبداعات إلا للأجساد توصف... وللأنثى ينادى عليها في سوق المتعة تباع هي والعواطف نسجت حواليها للقارئ المتعطش لمزيد من جنس ومن "حب" رخيص في زمن فيه الإباحيةُ طغت والتفلت الأخلاقي مريع.

ولا وطن إلا في النزر اليسير... ولا هم للأمة موجود بين ثنيات الإبداع...

ولا حتى هموم للفرد الإنسان سوى هم النصف الأسفل منه، ذلك المرتبط بالقلب الميت ولا يشعر إلا بالحب للأنثى مُنكِرًا كل أنواع الحب الأخرى... ولا شيء يمكن أن يحركه ولا حتى المآسي المتناسلة تحيط به وتقرع الأجراس معلنة عنها... جهل... جوع... خوف... دماء تنتثر منها القطرات في كل مساحات الوطن الراتع في حقول الخزي ووهدات الخذلان...

تيه فكري جامح... والأسئلة تتناسل؛ استجلبت هي أيضًا وما من حاجة كانت إليها...

والأجوبة هنالك على الرف تنتظر من يسأل عنها ليفعلها...

لكنه ذاك التيه المطلوب... بل والمأمور بامتطاء الصهوة منه حتى لا يبقى للمرافئ من جوانبَ تبدو... تحث حين ظهور على الرسو في تلك المرافئ... فيحدث فهم... وكذا الرغبة جارفة في حضن استقرار...

ولعل الحنين إلى ذاك "الألق" كان للكلمات من العرب في ذاك الماضي -كما قيل لهم- من شجع على المَتْح من نفس المعجم... صهباء...ونساء.. و... و... وفروسية عشواء...

إذ اعتُقد أن ذاك "الألق" سينثال مرة أخرى كما كان، وسيعيد لهم ما كانوا عليه من فخار ومن كبرياء النفس والعزة... ولا يعلمون أنه كان الوهم فقط... إذ الحال كان -كما صور من قبل- طوفان ضلال، ولا من بوصلة تهدي ولا نبراس منير...

دوران في الحلقات المفرغة تعمل على إفراغ عقول أولئك الأدباء...

والحال إن استمر أو استُمرِئ لن يثمر للمرأة عدلا ولا حقوقًا ولا رفعة تطالها...

نعم هي الضحية.. لكن لا تحتاج:
- لمن يتنافس في الوصف المبالغ فيه للشكل الخارجي ذلك السطحي المزيف منها....
- ولا للذي يتكالب من أجل حشد أساليب اللغة ليصور بها نشاط ذاك الجسد العاري الذي نُصحت بتعريه خدمة لمصالح شتى...
- ولا إلى من يتغنى بالكلمات مترعة بمثالية لا تتوفر في الحقيقة فيها...
- ولا إلى الأنساق دموعًا كاذبة للقهر ينتج من جراء الهجر المقترف من قبلها...
- ولا إلى الأحرف آهاتٍ من الأكباد تتحرق لوعة للهيام متفاقم بها...


لكنها تحتاج لأدب متسامق يصور ذاك الجوهر الكامن فيها... وكذا يحسن تسليط الضوء على الإشكاليات الكائنة والحقيقية، تلك المزمنة المكبلة والمانعة من انطلاق يليق بها، كالإنسان بشقيه مكرم، وذلك للقيام بواجباتها وبمسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه كل المحيطين بها...
 

الأمل إذا في أن يستفيق أولئك الأدباء الذين هم القدوة... فما من معركة تُحسم بين صهوات الحب وتحت ظلال الأجساد... والمعركة هي ضد الجهل الذي أضحى أصيلا فينا... وهم المعول عليهم في ضرب رقاب ذاك الجهل التي تعددت واشرأبت زمن الغفلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نقوط الأديبة (قصة قصيرة)
  • أدب أم سوء أدب؟

مختارات من الشبكة

  • الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التأويل الحداثي للقرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد الشريعة بين الفكر الأصولي والفكر الحداثي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من ترهات النقد الحداثي الغربي(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • موقف الفكر الحداثي من أصول الاستدلال في الإسلام(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • النقد الحداثي .. من يخاطب به ؟(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • شفقة ورحمة(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • ترجمة الشعر العربي الحداثي(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • اللادينية.. طابع المجتمع الغربي الحداثي(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • الإبداع الحداثي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
2- تحية
د.صالحة رحوتي - المغرب 19-03-2008 12:31 AM
الفاضل الأستاذ أحمد

أوافقك الرأي سيدي على أن الواجب هو العمل إيجاد أدب سام ،لكن هذا الأدب يجب أن يكون غير المتقوقع على نفسه المنغلق،بل ذلك المتفتح المقتحم لتلك الفضاءات التي يتنج فيها ذلك الأدب المتردي الخليع.
و كل هذا لن يتم إلا إذا توصل منتجو الأدب النظيف إلى إنشاء قنوات لحوار حضاري راق و بناء مع أولائك الأدباء الآخرين من أجل التفاعل المؤثر عليهم و على مساراتهم الفكرية.
امتناني للرد مغني مثري مفيد
تحياتي و و افر احترامي
د.صالحة رحوتي
1- أحسنت
أحمد - سورية 05-03-2008 03:33 PM
لقد أصبت كبد الحقيقة يادكتورة ، فجزيت خيراً على هذا البيان ، ويتبين لي من خلال مقالك اثنين من واجبات الأديب المسلم في هذا العصر : أولهما إيقاظ وعي الجمهور وجمهور النساء على نحو خاص بما عليه هؤلاء الحداثيون الذين يُبرزون - للأسف- ويلمعون في الفضائيات والمحافل.
زثانيهما : أنتاج أدب سام متسامق -كما أسميتيه- يدافع عن الحق والخير ويدفع الظلم والجهل و يسمو به الإنسان .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب